النقاب .. النقاب | |||||||||
الشيخ : عبد الرحمن الوهيبي | |||||||||
المصدر : موقع طريق الاسلام | |||||||||
الحمد لله وبعد: بالرغم من
وضوح أمر النقاب والبرقع وحكم لبسه بأشكاله المختلفة التي تفننت في صناعتها
أيد فاجرة ماكرة، أو متاجرة جاهلة ما أرادت بنسائنا الخير ولا لهن الستر، كما
تفننت في لبسها نساء لا يخفى عليهن ما في لبسها من فتنة للرجال، وتعرض
للإيذاء وفتح باب شر على المجتمع، إلا أن ذلك كله لم يمنع كثير من النساء من
متابعة هذه الموضة، أو الإصرار عليها لأن من لبسن النقاب والبرقع لم يسألن
أصلاً عن حكم لبسه بتلك الأشكال ولم يفكّرن جيداً في مفاسده وأضراره على
لابسته وعلى الرجال أيضاً، بل اعتبرن وجوده في الأسواق ولبس الجاهلات له فرصة
لا تعوّض للتخلص من الحجاب الكامل (غطاء الوجه).
السؤال: ما حكم لبس هذا الأشكال وسبب ذلك؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم. هذه النماذج من المحدثات في الأزياء والألبسة التي تجددت وكثر من يتعاطاها من النساء إنما تقليداً لبعض الجاهلات بالأحكام، وإما إظهاراً لشعار جديد وموضة طارئة فلذلك مُنع لبسها وذلك لأنها تلفت الأنظار وتثير الانتباه وفيها فتنة حيث تبدو من المرأة العينان والوجنتان والحاجبان والأنف والأجفان والأهداب مع أن إحداهن قد تكتحل وتسوّد حاجبيها حتى تكون محل تكرار النظر وذلك من أسباب الفتنة... أرى منع المتاجرة بها لهذه الأسباب السؤال: حكم بيع تلك النماذج من البراقع والنقاب والمتاجرة بها؟ الجواب: أرى منع إصلاحها والمتاجرة فيها؛ لأن ذلك من إشاعة المنكر والتمكين من إظهاره، ومن التعاون على الإثم والعدوان. إنه آثم قلبه السؤال: هل يأثم ولي المرأة إذا أمرها أو سمح لها بلبس أحد هذه الأنواع؟ الجواب: لا شك إنْ تساهل مع موليته ورخّص لها في هذه الألبسة ومكّنها من الخروج إلى الأسواق فإنه آثم قلبه وقد يدخل فيمن يقر المنكر أو يسبب وجوده في محارمه. غيرتهم على محارمهم...تدفعهم لذلك السؤال: ما نصيحتكم لأولياء أمور النساء اللاتي تفنَّن في لبس ما يفتن الرجال كهذه الأنواع المرفقة وغيرها مما يجلب انتباه الرجال؟ الجواب: أنصح أولياء الأمور بأن يغاروا على محارمهم وتحملهم الغيرة على أن يحجبوا مولياتهم ويمنعوهم من هذا اللباس الذي تفنن فيه الكثير من نساء المسلمين وأصبحت موضع الخوض في المجالس ونتج عن ذلك مفاسد وارتكاب فواحش، فعلى ولي أمر المرأة أن لا يتمادى معها في طلباتها التي توقع في الفتنة ولو كان ذا ثقة منها ولو عُرفت بالتحفّظ والاحتشام، لكثرة المفسدين والعابثين بالأعراض. المتسترة تحفظ نفسها السؤال: كثير من النساء تلبس تلك الأشكال تقليداً أو تخففاً من غطاء الوجه فما نصيحتكم لهن لا سيما وفيهن خير كثير؟ الجواب: ننصح الأخوات المسلمات عن هذا التقليد الأعمى الذي يوقع في محاكاة المتبرجات السفيهات، فعلى المرأة الصالحة أن تترفع عن هذا التقليد ولو تعلّلت بأنه تخفيف لغطاء الوجه، فإن المرأة متى خرجت في المجتمعات وهي محتشمة متسترة لم تمتد إليها الأنظار وعُرفت بنزاهتها فحفظت نفسها، أما إن ظهرت بهذا المظهر الفاتن فإنها لا تأمن أن تفتن بعض الناس. لبس هذا النقاب تحصل به الفتنة السؤال: ما نصيحتكم لمن تزعم أن لبس أحد تلك الأنواع أخف ضرراً من كشف الوجه كاملاً أو ترقيق الحجاب!؟ الجواب: قد علم أن كشف المرأة وجهها أمام الرجل مُحرّم وكذا تخفيف الغطاء عليه وأنه إظهار للزينة التي أمر الله بسترها إلا عن المحارم بقوله تعالى (ولا يُبدين زينتهنّ إلا لبعولتهنّ) [النور: 31] ومع ذلك فإن لبس هذا النقاب يحصل به من الفتنة ما الله به عليم، فننصح الأخوات المتعففات أن يبعدن عن أسباب الفتنة ومنها هذه الأنواع من النقاب حيث إن وجه المرأة عورة وكذا عيناها وما اتصل بهما، وعلى المسلمة أن لا تتعلّل بهذه التعليلات التي توقعها في التقليد الأعمى، وأن تتمسك بما عليه النساء المؤمنات من الصحابة ومن بعدهم. خير لها أن لا ترى الرجال ولا يروها السؤال: لقد بات من المشاهد أن ذوات النقاب يُتابعن الرجال والشباب بعيونهن في الأسواق وعند الإشارات، لأنهنّ يرينهم بوضوح بعد لبسهن لتلك الأنواع من النقابات والبرقع.. فهل من نصيحة لهن حتى لا يفتتنّ (هُنّ) بالرجال؟ الجواب: قد أمر الله النساء بغض البصر في قوله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) [النور: 31]. وذلك لأن المرأة ضعيفة الصبر وقد ركّب الله فيها شهوة كالرجل، فمتى تابعت نظرها للرجال وحدّقت في الوجوه لم تأمن أن يعلق بقلبها شيء من الشهوة التي تميل بها إلى اقتراف الفاحشة، فلذلك نقول ستر المرأة لوجهها وتغطيتها لعينيها من تمام تعفّفها وحفظها لنفسها وبُعدها عن النظر إلى الأجانب، فإن خير ما للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يراها الرجال. ارجعن إلى ما كانت عليه المرأة المسلمة السؤال: نرجو تذكير النساء اللاتي استبدلن غطاء الوجه بهذه الأنواع من النقاب العصري الفاتن؟ الجواب: نذكّر الأخوات المسلمات أن يرجعن إلى ما كانت عليه المرأة المسلمة من عهد الصحابيات إلى العهد القريب بما عليه أمهاتهن وجداتهن من ستر الوجه كاملاً وعدم إبداء شيء من الزينة، فقد قال تعالى: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) [النور: 31] فالخمار يوضع على الرأس ثم تدليه على وجهها حتى يستر جيبها، مع أن فتنة الجيب أخف من فتنة الوجه. على التجار أن يتورعوا عن بيع واستيراد هذه الأنواع من النقاب السؤال: ما نصيحتكم لمن ساهم بانتشار تلك الأنواع، والتوسّع في بيعها من التجار وغيرهم بحجة أن النساء يقبلن عليها بكثرة؟ الجواب: نصيحتنا للتجار أن يتورعوا عن بيع هذه الأكسية وعن استيرادها وعن التعامل مع منْ يصلحها ولو كان فيها ربح وفوائد كثيرة ولو أقبل عليها الكثير من النساء؛ فإن ذلك من إشاعة المنكر ومن التعاون على الإثم والعدوان، وليقتصروا على بيع المباح الحلال ولو كان ربحه قليلاً، ففي الحلال القليل خير كثير، ومن ترك شيئاً لله تعالى عوضه الله خيراً منه. والله أعلم وصلى الله على محمّد وآه وصحبه وسلم. عبد الله بن جبرين 26/12/ 1418هـ |