الكوافيرات: المقاطعة مطلوبة

بقلم: عبد الرحمن بن رشيد الوهيبي


الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

لا تزال الفتن تتوالى على المجتمعات الإسلامية، يرقق بعضها بعضا، ومن هذه الفتن التي انخدعت بها كثير من نسائنا الذهاب للكوافيرات اللاتى يتخذن من المشاغل النسائية (مكاناً) لهن باسم تسريح الشعر وتصفيفه وتجميل الفتاة، والمؤلم حقاً أن كثيرا من النساء يذهبن بموافقة أولياء أمورهن من أزواج وآباء وغيرهم  والأعجب من ذلك ذهاب بعض الصالحات بحجة أن العاملة امرأة وأنها لا يرتكب عندها ما حرم الله وأن المبلغ يسير وإنها مرة واحدة إلى غير ذلك مما يوجهه إليها الهوى والشيطان وشهوة متابعة الموضة ومسايرة الركب دون النظر إلى مفاسد هذه الفتنة على المجتمع على المدى البعيد، ولقد كنا ننصح بالذهاب للمشاغل النسائية لخياطة الملابس لأنها أستر عن الرجال ويسهل على المرأة الحديث مع العاملة وإبداء الرغبة والمفاصلة. أما وقد تسترت باسمها الكوافيرات بما فيها من صور للكافرات وأنواع للقصات وكتلوجات للتسريحات وزكمت الأنوف ما فيها من منكرات فخير للرجل أن يأخذ ثياب نسائه إلى الخياط أو يقف معهن خلف النافذة حماية لهن ولأخلاقهن وعقائدهن فذاك أخف الضررين !
 

قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين عن الكوافيرات كلاما قيما نقتطف منه  فعلى الرجال أن يمنعوا هؤلاء النساء من السير وراء هذه الموضات الحادثة التي أراد بها فحدثوها وجالبوها إلينا أن ننسى الله عز وجل وأن ننسى ما خلقنا له وألا يكون همنا إلا التشبث بهذه الأشياء والافتتان بهذه الأزياء التي لا تجر إلينا إلا البلاء والنثر والفساد وكون الإنسان لا يهمه في هذه الحياة إلا إن يشبع رغبته من شهوة فرجه وبطنه )). ومما قال فضيلته محذرا من الذهاب للكوفيرات وإنني أؤكد النصيحة على التجمل بما لا يكون مضرا في الدين موقعا في الحرام بالتشبه بالكفار وقد ذكر فضيلته بعض محاذير الذهاب للكوافيرات وهي:

1.    ما تفعله الكوافيرات (للزبونة) من تشبه بالكافرات.

2.    فعل النمص الملعونة فاعلته.

3.    إضاعة المال الكثير بلا فائدة بل بما فيه مضرة.

4.    تنمية أفكار النساء لتقليد الكافرات حتى تميل المسلمة إلى ما هو أعظم من تحلل وفساد في الأخلاق.

5.    هتك عورات النساء بلا حاجة وهذا حرام.


قلت: وهذه المحاذير كافية لمقاطعة هذه الكوافيرات، بل والمشاغل التي تضمها والتي تمارس هي الأخرى أدوارا خطيرة في تفصيل وعرض الملابس العارية وشبه العارية بزعم أنها تلبس عند النساء فقط، بل وأصبحت محلات لبيع العطورات! والإكسسوارات !! بل وعلاج المسلمات على أيدي الكافرات!!!

 

ومع كفاية مع ذكر فضيلة الشيخ ابن عثيمين من محاذير إلا أن هناك محاذير أخرى تضاف إليها وهي:
 

6.    أن معظم العاملات من الكافرات والتعامل معهن والتردد عليهن سبب للكسب المادي الذي قد يجعل بقاءها مرتبطا بالمبالغ الطائلة التي تبتزها من المسلمات المغفلات في التعامل معهن دعم لبقائهن.

7.    مطالعة المجلات التي تحتوي كل صور نساء كافرات بموضات مختلفة مما ينمي عند المسلمة حب التقليد والمحاكاة وبالتالي التشبه المحزم.

8.    إضاعة وقت ثمين من عمر المسلمة ستسأل عنه يوم القيامة.

9.    ذهاب بعض النساء مع السائقين بلا محرم.

10.  التصوير الذي يتم في بعض المشاغل وقد يكون بموافقة الفتاة!؟

11.  طلب رضا الآخرين وإعجابهم بسخط الله عز وجل.

12.  تأخير الصلاة أو إضاعتها بسبب الوقت الذي تمكثه في ((المشغل)) أو بسبب الأصباغ التي تضعها أو الملابس التي تلبسها.

13.  حتى الخياطة عند المشاغل التي تضم الكوافيرات أو تروج لأزياء الكافرات تعتبر من التعاون على الإثم والعدوان.

14.  ذهاب الصالحات ولو للخياطة ومع تجنب المحاذير الأخرى يعتبر دعاية لتلك المشاغل وتلميعا لها ولكوافيراتها وكافراتها إلى غير ذلك من المحاذير التي لا يحسن ذكرها مع أن الحال شاهد بها !!


فيا أختي المسلمة قاطعي تلك المشاغل بكوافيراتها ولا تكوني ممن انخدعوا بسراب وزيف يدعى التقدم والحضارة و
بمواكبة العصر فتصبحي مسلوبة الإرادة ضعيفة الشخصية عرضة للانسياق وراء كل ناعق وناعقة، حتى ينتهي بك الأمر إلى ما أنت في غنى عنه حفظك الله بدينه وأعزك بطاعته وجعلك سداً منيعاً في وجه كل فتنة.. آمين..

 

·       أخي صاحب المشغل: سل العلماء عن كل ما يترتب على فتح مشغل نسائي ابتداء باستقدام الكافرات وفكر بعقل رأسك لا بعقل جيبك !!

·       أختي المسلمة ساهمي في تطبيق هذه النصيحة وقدمي مصلحة دينك على هوى نفسك.

 

مجلة الدعوة – العدد 1458 – 10ربيع الآخر 1415هـ – 15 سبتمبر 1994م