الطالبة واللباس


يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا". وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

وقوله: "كاسيات عاريات " أي نساء يلبسن ألبسة قصيرة لا تستر ما يجب ستره من العورة، أو يلبسن ملابس خفيفة لا تمنع رؤية ما وراءها من بشرة المرأة، أو يلبسن الملابس الضيقة التي تبدي مفاتن المرأة. فهؤلاء النسوة عليهن كسوة لكنها لا تفيد في ستر المرأة، وما نراه اليوم من ركض الكثيرات من فتياتنا وراء الموضة والأزياء بشراهة مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم.

فيا لها من مصائب حلت بالأمة الإسلامية، مصائب تدمي القلب وتستغيث منها الكرامة.

فتيات الأمة الإسلامية وحفيدات عائشة وصفية تقبلن على موضة الأزياء بشكل كبير وما علمت أن لها أخوات مسلمات في عالمنا الإسلامي لا يجدن الطعام والشراب!!
 

لقد أصبحت الأزياء موسمية مقسمة على جميع أوقات العام والمناسبات، فللسهرة زي، والحفلة زي، والاستقبال زي، والعمل زي، وكل ذلك تشجيع على التبرج لإفساد الأخلاق، واستنزافاً للمال. فانتبهي أختي المسلمة، فالملابس تعكس شخصيتك ومكانتك!!
 

الزي المدرسي والملابس المفتوحة والضيقة:

ومما يندى له الجبين ظهور أشكال من الزي المدرسي وقد جعل به فتحات أمامية وجانبية وخلفية، مما يكشف عن جزء من الساق، وحجة هؤلاء أنهن بوسط كله نساء!!

وأما الملابس المفتوحة من الجانبين والخلف فحدث ولا حرج.

يقول الشيخ ابن جبرين حفظه الله:

هذه الأكسية مما ورد من الخارج الغربي وزين لمن تحلى بها فعل هؤلاء الغربيات فأغرين بهذه الألبسة، ولا شك أنها تلفت الأنظار ومدعاة إلى بروز بعض البدن أو تبيين حجم العضو كالعجيزة، والفخذ والساق، فانصحوا من ترتدي هذه الأكسية بتركها والاقتصار على الألبسة الساترة، وهكذا الكلام أيضاً على الملابس الضيقة التي تبين الجسم وتفصله.

يقول الشيخ ابن عثيمين حفظه الله:

لا يجوز لبس الملابس الضيقة التي تبين الجسم، أما الضيقة التي بين الواسعة والضيقة الضيق الشديد فلا بأس بها أمام النساء.
 

رفع العباءة:

واحذري أختي الطالبة من رفع العباءة حتى يظهر ما تحتها من الملابس.

يقول فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله:

رفع العباءة خطأ، وفيه إبداء للزينة الخفية، ودعاية إلى النظر الذي هو سبب للفتنة، وقد قال تعالى:{و لا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن } [النور: 31]، يعني إذا كان هناك زينة في الساق كالخلاخل التي يظهر لها صوت عند الضرب بالأرجل على الأرض فلا يجوز هذا الضرب؛ حتى لا يعلم به أنها ذات خلاخل فتلتفت إليها الأبصار.

ولا شك أن من رفعت عباءتها وأخرجت الثياب الملونة التي تحت العباءة حصل الالتفات إليها، وكان في ذلك دعاية إلى النظر الذي هو سبب للفتنة .
 

ملابس الأعراس:

وأما في مناسبات الأفراح والزواج فإنك تجد الموديلات بأشكالها وألوانها، فالضيق، والمشقوق من الركبة إلى الأسفل، والمفتوح من الأعلى، والشفافة، وغيرها كثير وكثير.

وعن ذلك يحدثنا فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله فيقول:

ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس؛ ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".

فقوله صلى الله عليه وسلم: "كاسيات عاريات " يعني أن عليهن كسوة لا تفي بالستر الواجب، إما لقصرها أو خفتها أو ضيقها، ولهذا روى الإمام أحمد في مسنده بإسناد فيه لين عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية (نوع من الثياب) فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مالك لم تلبس القبطية؟ "، قلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مرها فلتجعل تحتها غلالة؛إني أخاف أن تصف حجم عظامها".

ومن ذلك فتح أعلى الصدر فإنه خلاف أمر الله تعالى حيث قال:{وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور: 31]، قال القرطبي في تفسيره: وهيئة ذلك أن تضرب المرأة بخمرها على جيبها لتستر صدرها. ثم ذكر أثراً عن عائشة؛ أن حفصة بنت أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما دخلت عليها بشيء يشف عن عنقها وما هنالك فشقته عليها وقالت: إنما يضرب بالكثيف الذي يستر.

ومن ذلك ما يكون مشقوقاً من الأسفل إذا لم يكن تحته شيء ساتر، فإن كان تحته شيء ساتر فلا بأس إلا أن يكون على شكل ما يلبسه الرجال فيحرم من أجل التشبه بالرجال.

وعلى ولي المرأة أن يمنعها من كل لباس محرم، ومن الخروج متبرجة أو متطيبة، لأنه وليها فهو مسؤول عنها يوم القيامة في يوم لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا تقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
 

المباهاة في اللباس:

بعض الطالبات وكذا المعلمات يلبسن ملابس إضافية كالأكوات والفنايل، وبعضها قيمتها غالية جداً تصل إلى 400 و 500 ريال من أجل المباهاة والمفاخرة.

فما حكم ذلك؟

يجيب على ذلك فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله فيقول:

ننهى عن المباهاة في اللباس واختيار رفيع الثمن من الأكسية بأنواعها سواء في حق الرجال أو النساء؛ وذلك لأن لا مزية لها ولا خصوصية توصلها إلى هذه الأثمان الرفيعة، فالناس لا يميزون بين من كسوته بعشرين ريالاً ومن كسوته بمائتين، واللباس الرفيع الغالي يبلى في الزمن الذي يبلى فيه اللباس الرخيص، وقد يكون الرخيص أقوى وأطول مدة في الاستعمال، زيادة على ما فيه من الإسراف، وإفساد المال الذي نهى الله عن إتلافه بقوله: {ولا تبذر تبذيرا* إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} [الإسراء: 26، 27]، وقوله: {إنه لا يحب المسرفين}  [الأنعام: 141]، وهكذا تحرم المباهاة والمفاخرة ويجب التواضع لله ولعباد الله، فعلى هؤلاء التوبة وعدم العودة إلى ذلك، والله أعلم.