وقال الغرب


قال الغرب: المرأة مثل الرجل سواء بسواء.
وقال الغرب: أعطينا للمرأة حقوقًا ومجالات لم تنلها في حقبة من أحقاب تاريخها المديد.
وقال الغرب: لقد أهان الإسلام المرأة بالقرار في البيت وحجبها عن العالم الخارجي.

عزيزتي المرأة المسلمة:
المرأة طاقة عظيمة وقوة كبيرة في الخير أو في الشر، إن استغلت في الخير أصحبت محضنًا يربى الأجيال ويخرج الأبطال.
وإن أهملت إلى تيارات الفساد أصبحت معول هدم للأمة وباب فتنة كبرى.

عزيزتي المرأة .. لقد عقد الإمام البخاري بابًا في صحيحه في غزو النساء.. ومن هذا المنطلق أردت أن أغزو بقلمي وبفكري وأرصد الأفكار الفاسدة والهدامة التي تحيط بمجتمعنا من كل حدب وصوب .. وأذب عن بيضة الإسلام .. واستجابة لدعوة قرأتها على أحد مواقع الإنترنت والتي كان نصها:
'نريد بعض أخواتنا اللاتي آتاهن الله قلمًا أن يرصدن الأفكار العلمانية، ويكتبن مفندات لتلك الأفكار ومحذرات من تلك الأخطار'.

نعم … خرجت للعمل ولكن أي عمل؟
نعم خرجت المرأة الغربية للعمل وتركت بيتها ونالت حقوقًا كثيرة .. ولكنها حقوق الجسد العاري والشهوة الهابطة..
نعم خرجت وعملت ولكن أين عملت؟
لقد عملت في مؤسسات الدعارة وأجهزتها الإعلامية.
عملت فيما يسمى بالفن والدعاية وإعلانات التلفاز ومكاتب الاستقبال وبيوت الأزياء، حتى المجلات والصحف ليس بفكرها ولكن بجسدها على أغلفة المجلات .. وضعوها منظرًا جسديًا في كل هذه المجالات دون اعتبار لإنسانيتها وكرامتها عابئين عليها تربية الأجيال وإخراج الرجال.
نعم عملت ولكن أي عمل؟
عملت مضيفة في رحلات الطيران أيضًا بجسدها وجمالها.
عملت في مجالات السكرتارية توزع الابتسامات على الداخلين والداخلات.
فأي عمل وأي حقوق يزعمون؟
تجارة … بمن؟
وتكفي نظرة واحدة لتجارة الرقيق النسائي شرق آسيا وغرب أوروبا حيث تحولت المرأة إلى دمية تتناولها الأيدي الشهوانية المتدنية بأرخص وأبشع صورة .. ورغم كل قرارات حقوق الإنسان ومؤتمرات الدفاع عن المرأة لا زالت المرأة في الغرب ضحية للإنسان الذي لا يعرف لنهمته وشهوته حدودًا، ولا يحسب للآخرة حسابًا، وإحصائيات الاعتداء على النساء وحالات الاغتصاب واستعمال العنف معهن في تلك البلاد شاهد على أن المرأة هي المظلوم والخاسر الأكبر في هذا العالم المادي بشقيه الشرقي والغربي.
الطفولة البريئة قالت كلمتها .. لماذا تعملين يا أمي؟
من الغريب أن النساء في الغرب يستعلمن حبوب منع الحمل لمدة طويلة قد تصل إلى 15 عامًا متتالية حتى لا تنجب وتتفرغ للعمل والحرية المزعومة ,, والتي تتهور منهن وتقدم على هذه الخطوة ـ الإنجاب ـ فإنها سرعان ما تمضي إلى عملها تاركة ذلك المسكين للمربين أو الخادمة.

وهناك تقارير غربية كثيرة تؤكد أن المرأة العاملة لديهن تعاني العديد من المشكلات وكذلك من حولها من زوج وأولاد بل والمجتمع بأسره.

فقد صدر مؤخرًا تقرير نشرته مجلة 'The women' الأمريكية بعنوان 'لماذا تعملين يا أمي' كان التقرير محاولة للإجابة عن السؤال الذي يهتف به الطفل كل صباح وهو يرمق أمه من النافذة حتى تغيب عن ناظريه، وهي تمضي إلى عملها تاركة إياه للمربين أو الخادمة، جاء في التقرير أن معظم الأطفال يعانون عقدة ذنب ليس لهم فيها يد، مفادها شعورهم بأن أمهاتهم يتركونهم عقابًا لهم على شيء اقترفوه .. لا يدرون ما هو؟

ناهيك بما تؤدي إليه هذه العقد المركبة ـ من شروخ نفسية يصعب التئامها مستقبلاً فيزداد الخرق على الواقع حين تثار قضية 'الحصول على جيل من الأسوياء'.

اعترافات .. من أفواههن:
ورد في تقرير نشرته صحيفة الاقتصادية نقلاً عن 'ذي تايمز' البريطانية بتاريخ 11/3/1999 أن معظم النساء الموظفات يفضلن العودة إلى المنزل ,, وتقول نسبة 24% من النساء أنهن فقدن الرغبة الحقيقية في العمل، ولم تعد لديهن أحلام وطموحات في ذلك المجال.

وتشعر سبع نساء من كل عشر أنهم لا يحصلن على أجر مكافئ للرجل.
وقالت نسبة غالبة أنهن يعملن بطاقة أكبر من الرجال للحصول على نفس المزايا.

وانظري هذه الإحصائية للإجابة على السؤال التالي:
هل الأمريكيات سعيدات بحريتهن وخروجهن بالعمل مساواة بالرجال؟
كشفت إحصائية لاتجاهات الأمريكيات أن 80% من الأمريكيات يعتقدن أن من أبرز النتائج التي نتجت عن التغير الذي حدث في دورهن في المجتمع وحصولهن على الحرية:
انحدار القيم الأخلاقية لدى الشباب، وأن الحرية التي حصلت عليها المرأة هي المسؤولة عن الانحلال والعنف الذي ينتشر في الوقت الحاضر.
ـ وبالنسبة للنساء العاملات قالت 80% أنهن يجدن صعوبة بالغة في التوفيق بين مسؤولياتهن تجاه العمل ومسؤولياتهن تجاه المنزل والزوج والأولاد.
وقالت 74% أن التوتر الذي يعانين منه في العمل ينعكس على حياتهن داخل المنزل، ولذلك فإنهن يواجهن مشاكل الأولاد والزوج بعصبية، وأية مشاكل مهما كانت صغيرة تكون مرشحة للتضخم.
وسئلن: لو عادت عجلة التاريخ إلى الوراء هل كانت المرأة تطالب بالتحرر وحقها في العمل والمساواة بالرجل.
87% من النساء قلن:
لو عادت عجلة التاريخ إلى الوراء لاعتبرنا المطالبة بالمساواة بين الجنسين مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة ولقاومنا اللواتي يدفعن شعاراتها.

وهذه هي حسابات الغرب:
* لقد كان الغرب على خطأ كبير وكذلك من شاكلتهم حين أسقطوا من حساباتهم طبيعة المرأة وطبيعة الرجل.
فقد أوجد سبحانه العاطفة والرحمة والحنان أصلاً في المرأة، فناسب ذلك تكوينها العضلي والجسدي، كما ناسب وظائفها التي من أجلها خلقت.
فلولا غلبة هذا الجانب في تكوين المرأة ما تحملت أنثى آلام الحمل والوضع والرضاعة وتربية الأولاد وهي راضية مطمئنة، وما انجذب الرجال إلى النساء بأي حال من الأحوال.
ـ وجعل سبحانه التعقل والتروي والتحمل أصلاً في الرجل فناسب ذلك تكوينه العضلي، كما ناسب وظائفه التي من أجلها خلق.
ـ فالطبيعة هنا تختلف عن الطبيعة هناك، وهذه حكمة العلي القدير القائل: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَى} [آل عمران:36] فكيف تتساوى الحقوق والأعمال؟
* وليس التعقل والتروي بأفضل من الرحمة والحنان، ولا يعني ترجح أحدهما في طرف فقدانه في الطرق الآخر، ولكنه التوازن والتنوع الذي به يتم التلاحم بين الذكر والأنثى، ولكنها الإدارة الإلهية التي ميزت بينهما ليكمل أحدهما الآخر، فالقضية قضية تكامل وتوازن لا قضية ندية وعناد.

إنهم لا يفهمون هذه المعادلة .. فلو شاء ربك لخلق المرأة مثل الرجل أو العكس ولجعل الكل سواء! فهل تكون عندئذ حياة؟
فالله تعالى اختار لنا ما يصلحنا وتصلح به حياتنا {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14]. فأجمل ما في الرجل قوته وخشونته، وأجمل ما في المرأة عطفها وليونتها.
فكان للقوة عملها: تكافح الشمس والصخر والجبال، وكان للعطف عمله يغذي به نسل الحياة وصغار الرجال. إن ذلك هو طرفا المعادلة، وإن ذلكما هو ما أراده الله للرجال والنساء.

ومن هذا المنطلق نقول: إن عمل المرأة في بيتها لا يقل شأنًا عن عمل الرجل خارج بيته بل أحدهما يكمل الآخر.