كيف أدعو معلمتي ؟؟
أجاب علية الدكتور / رياض بن محمد المسيميري
من موقع الإسلام اليوم


السؤال:
ليس لدي سؤال بل فكرة أرجو منكم مساعدتي على تحقيقها، وهي: حث إحدى الأخوات على ارتداء الحجاب، هذه الفكرة كانت تراودني منذ سنوات، لكنني ترددت في المضي فيها؛ لأنها كانت مدرّستي وبصراحة كنت خائفة من ردة فعلها وتغيرها عليَّ وخسارتها؛ لأنني كنت ومازلت أحبها في الله، وهذه الخسارة ستمنعني من الاستمرار فيما أفكر فيه، لست أنا الوحيدة التي كانت تتمنى لها ذلك بل كل الطالبات؛ لأنها كانت طيبة معنا جداً جداً، وتعرف الله جيداً، فكرت بأن أرسل لها إيميلات تتحدث عن الدين الإسلامي، لكن قبل ذلك فكرت بأن أبعث لها رسالة خاصة أشرح لها ما يدور في ذهني وما شجعني عليه رب العالمين، لكن بدون ذكر اسمي أو أي شيء يدل عليَّ، حتى أنني قررت أن أفتح عنواناً جديداً يكون مخصصاً لمراسلتها فقط، وطلبي هو أن تساعدوني في إيجاد الطريقة المناسبة التي أبدأ فيها الموضوع والأسلوب الذي أتبعه دون مضايقتها؛ لأنني أخاف أن يكون أسلوبي منفراً لها، وكذلك أريد منكم بعض عناوين المواقع التي تتحدث عن الحجاب وتشجع على ارتدائه.

الجواب:
أختي الكريمة أشكر لك دعواتك للموقع، وأدعوك وزميلاتك إلى الاستفادة من نوافذه المفيدة –بإذن الله تعالى-. ثم لك الشكر ثانياً لقاء غيرتك الدينية، وهمومك الدعوية تجاه أخواتك المسلمات، فلقد سرتنا كثيراً مشاعرك الطيبة، وحرصك المستمر إزاء مدرستك –هداها الله- إلى الطريق القويم.

أختي في الله، يحسن بك أن تعلمي أن الكثيرات من أخواتنا المسلمات يمتلكن جوانب خيرة، واستعدادات طيبة لقبول الدعوة المخلصة، والكلمة الصادقة، والنصيحة المؤثرة، وأظن معلمتك من هذا الصنف –إن شاء الله تعالى-.فما عليك –بارك الله في جهودك- إلى أن تبدئي حوارك معها برفق وأناة مستخدمة أكثر من وسيلة، طارقة أكثر من باب وستنجحين –بإذن الله-. وأقترح أن تعقدي مجلس ذكر، وتستضيفي فيه إحدى الداعيات، ويكون موضوع الدرس عن الحجاب وحكمه وشروطه، وبالطبع ينتظر أن تكون معلمتك إحدى الحاضرات المهمات لدى الجميع.

ومن المفضل كذلك إهداؤها بعض الكتيبات والأشرطة ذات العلاقة بالموضوع، ومن أصغرها حجماً، وأيسرها أسلوباً، وأبغلها تأثيراً –في نظري-، (رسالة الحجاب) لابن عثيمين –رحمه الله-.

ولا مانع من مراسلتها عبر البريد الإلكتروني بأسلوب حسن مهذب، ونقاش هادئ مفيد، ولا أرى مبرراً إلى الكتابة إليها باسم مستعار أو نحوه، بل أحسب مفاتحتها باسمك الصريح أقرب لتحقيق النجاح، والظفر بالمأمول.

كما أن الجلوس معها وجهاً لوجه، ومصارحتها بمشاعرك الفياضة نحوها، وإعجابك الشديد بطيبتها وحسن تعاملها، قبيل الإفصاح لها عن آمالك العريضة بانتشالها من السفور إلى جماعة المؤمنات الملتزمات بالحجاب الشرعي النبيل.
أظن أمراً كهذا سيختصر الزمن، ويوفر بعضاً من الجهود.

وعليك –بارك الله فيك- ألا تلتفتي إلى تخذيل الشيطان، ووسوسته، وتخويفه إياك بقرب خسارة هذه المعلمة، وفقدها فالأقدار بيد الله يصرفها كيف يشاء.

ثم لا بد أن تتحلي بالصبر وطول النفس وأنت تقومين بواجب الدعوة تجاه معلمتك أو غيرها ولا تستعجلي النتائج، فلربما مر وقت طويل دون أن تتحقق آمال الدعاة، فلا ينبغي أن يصرفهم ذلك عن مواصلة المسير.

وقبل ذلك ومعه وبعده الدعاء الحار، والابتهالات الصادقة سيما في أوقات الإجابة، تصبح أحلامناً واقعاً ملموساً –بإذن الله-، والله المستعان وعليه التكلان