نموذج مشرق للستر و العفاف

منقول من ركن الاخوات - موقع طريق الاسلام


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه..

تثبت الأيام يوماً بعد يوم، أن الخير ما زال في هذه الأمة، وأن أفرادها - رجالاً ونساء - يعودون إلى ربهم عز وجل، ويعتزون بدينهم. فالظالم لنفسه يتوب إلى ربه، والمقتصد يزيد من الطاعات، والمسارع في الخيرات يزيد سرعة ومبادرة.

أخواتي الكريمات:
أقدم لكن نموذجاً مشرقاً من نماذج فتيات هذ العصر، حيث آثرت رضا ربها والستر والعفاف على ما سواه.. إحدى أخواتنا الكريمات راسلتنا منذ مدة تسأل عن حكم تغطية الوجه، وتشكو من تضييق والديها عليها بسبب ذلك ,, ولكن قبل بضعة أيام، أرسلت إلينا بالرسالة التالية:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أختي الكريمة
أدعو الله أن يفتح لك أبواب الخير كلها..
 
أحببت أن أذكر لك قصة تنقبي:
قبل أن أخطب من زوجي بنصف سنة تقريباً, كنت أرتدي حجاباً وجلبابا ً(بلغتنا الحديثة) ولكني تعرضت إلى فتنة كبيرة وكنت كلما أنظر إلي رجل مسلم (ولا أقول عن نفسي جميلة لأن جمالي عادي جداً) تمزقت وتضايقت لأني كنت أخرج من البيت من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة السابعة مساء وذلك لأني كنت أدرس في ذلك الوقت من اليوم بالكلية. وكنت أنزعج لأني أغيب وقتاً طويلاً في الخارج، وقد أمرنا الإسلام بلزوم بيوتنا. ومع ذلك كان الرجال ينظرون إلي مما كان يساعد الشيطان في فتنتي، فقررت حينئذ بارتداء النقاب واشتريت القماش وكل ما لزمني لأخيط واحداً. وكان ذلك من قبل أن أعرف أنه فرض.
 
ولكن سرعان ما عرفت أمي وقالت لي أنها ستغضب علي إن وضعته، وذلك لأن ذلك كان بعد بضع أشهر فقط من أحداث 11 أيلول، فقررت أن لا  أضعه لأني ظننته سنة ورضى الوالدين فرض.
 
 ولكن حين أنعم الله علي بالزواج من عبد من عباده الصالحين, ذهبت أنا وإياه إلى محاضرة تتكلم عن الإعجاز العلمي في القرآن، وهناك رأيت فتاه ترتدي النقاب... وأنا كنت أحب النقاب وأحب أن أتعرف على الفتايات المرتديات له ؛ لأنه كان إشارة إلى إيمانهن واعتصامهن بالله ,, و سرعان ما اقتربت إليها لأسلّم عليها، فنظرت في عينيها فبدت لي غير عربية, فسلمت عليها وحين سألتها عن حالها قالت لي زميلتها باللغة العربية أن هذه الفتاة لا تتكلم العربية لأنها كيبكوازية -أي من كندا-... فعجبت لذلك, فجلست بقربها وسألتها بلغتها عن كيفية دخولها في الإسلام, وهي في ال23 من عمرها. فعرفت منها أنها مسلمة منذ ثلاث سنين فقط وأنها كانت شيوعية لا تؤمن بوجود إله، وبعد إسلامها بسنتين تزوجت من جزائري معتصم بالله.
 
فقلت لها "إذن زوجك الذي أمرك بوضع النقاب"
فأجابت بعزة أن "لا", هي التي وضعته بنفسها وأنه فرض، وأوردت لي الأحاديث والدلائل على فرضيته.... فعجبت كثيراً لأنها كانت أول مرة أسمع بفرضية النقاب... فقررت أن أبحث في الموضوع, فبحثت في الكتب وسمعت إلى المحاضرات على شبكة طريق الاسلام فرأيت أن الأحاديث أصح وأقوى من التي لا تفرض علينا النقاب...... فارتديته والحمد لله..
 
وأطمئنك أنه لم يمسني أذى من أحد، وأني فخورة به كثيراً، وقد أخبرت الفتاة الكيبكوازية بارتدائي للنقاب وفرحت كثيراً وأصبحت أنا وإياها وزوجي وزوجها إخوة وأصدقاء مقربين، والحمد لله رب العالمين..